أصبح مكيف الهواء من التجهيزات الرئيسية في أي سيارة حديثة، وذلك بسبب أهميته الشديدة في السيارة، سواء كان لتبريد السيارة صيفاً لمواجهة حرارة الجو الشديدة، أو لتسخين السيارة في الشتاء، وهو ما يسبب راحة قائد السيارة أثناء القيادة، كما يعمل على إزالة بخار الماء من زجاج السيارات كي يؤمن رؤية واضحة، مما يزيد من درجة أمان القيادة.
وأشار الخبير الألماني أولريش كوستر من الرابطة الألمانية لتجارة وصناعة السيارات، إلى أن مكيفات السيارات تتنوع كفائتها حسب طراز السيارات، حيث أن هناك مكيفات تمتلك أنظمة بسيطة تقوم بتغطية منطقة واحدة بمقصورة السيارات الصغيرة ووصولاً إلى الموديلات التي تغطي أربعة مناطق داخل مقصورة السيارة في طرازات الفئة العليا والمتوسطة في السيارات.
وأنه يوجد اختلاف في طريقة عمل المكيفات حسب نوعها، وأنه توجد مكيفات تعتمد على الضبط اليدوي لضبط درجة التبريد بالسيارة، بينما تعمل الأنظمة الأوتوماتيكية عن طريق مستشعرات بمقصورة السيارة للتحكم في درجة الحرارة المضبوطة مسبقاً والحفاظ عليها باستمرار.
وأوضح الخبير الألماني إلى المكيفات المتطورة التي تملك أنظمة أوتوماتيكية تعمل دائماً عن طريق مستشعرات لقياس درجة الحرارة واختلافها المستمر بسبب عوامل خارجية مثل أشعة الشمس الشديدة كي تلائم درجة البرودة الخارجة من المكيف معها، وذلك لتغطية كافة مناطق مقصورة السيارة.
وعلى الرغم من أهمية المكيف العالية، إلا أنه لا يخلو من العيوب، يعتبر أبرزها زيادة استهلاك البنزين، وخاصة مع المكيفات التي تمتلك كفاءة بسيطة، حيث تعمل دائماً على جعل درجات الحرارة في أدنى مستوياتها، كما توجد عدة عوامل تساعد على زيادة استهلاك البنزين ومنها حجم المقصورة الداخلية وجودة الزجاج واستخدامات السيارة.
وأوضح مانفريد بوشينريدر من بي إم دبليو إلى أن المتوسط السنوي لمعدلات الاستهلاك النموذجية يتراوح بين 1.0 و 0.5 لتر في كل 100 كلم، وأضاف أن مكيف الهواء قد يرفع من معدل الاستهلاك إلى نسبة تصل إلى 1.5 لتر/100 كلم خلال القيادة في المدن، كما أكد على أن فتح النوافذ يرفع من استهلاك البنزين، وذلك نظراً لزيادة مقاومة الهواء، بالإضافة لمحاولة المكيف معادلة الهواء الساخن الداخل من الخارج.
ونصح الخبير الألماني بضرورة فتح جميع النوافذ قبل بدء السير والسماح بتهوية السيارة في الصيف، وأن يتم ضبط المكيف على الدرجة المثالية للتبريد وهي 22 درجة، وحتى لا يشكل هواء المكيف خطورة على صحة السائق نصح الخبير بعدم توجيه الهواء إلى الجسم بشكل مباشر، وتوجيه الهواء البارد على الكتفين لأعلى، ثم توزيعه في مقصورة القيادة ببطء.
كما أشار مانفريد إلى ضرورة صيانة المكيف مرة في العام، وقال:”ينبغي فحص مكيف الهواء في فصل الربيع، ومن ثم التأكد من عمل بعض المكونات مثل الكمبريسور والمكثف والمبخر”، بالإضافة إلى ذلك ينبغي استبدال فلتر حبوب اللقاح، وتنظيف المبخر.
وللمحافظة على مكيف السيارة أوصى الخبير بتشغيل المكيف مرة في الشهر على الأقل بالنسبة للسائقين الذين لا يقومون بتشغيل المكيف لفترات طويلة حتى لا يفقد الزيت خصائصه، كما ينبغي إيقاف مكيف الهواء قبل نهاية الرحلة ببضع دقائق مع ترك مروحة الهواء، حتى يتم تصريف الرطوبة المتبقية في نظام التبريد.